روسيا العدور القديم الجديد
بالنسبة للغرب واميركا فهي عدو تقليدي من بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وفوز الحلفاء عل النازي الألماني
وخضوع كل أوروبا الشرقية للإتحاد السوفيتي سابقا بعد تنازل الألمان لهم ،أو البلاد التي حررت في خلال الحرب
وفي إطار رسم سياسة عالمية للمنتصريين فيما بعد الحرب وإختلافهم مع الروس في إعادة ترسيم مناطق النفوذ والسيطرة بدأت تظهر بوادر الخلافات بداية من مؤتمر يالطا - المدينة السوفياتية الواقعة على سواحل البحر الأسود من 4 إلى 11 فبراير عام 1945،
ناقش المؤتمر كيفية تقسيم ألمانيا وكيفية محاكمة أعضاء الحزب النازي وتقديمهم كمجرمي حرب، بالإضافة إلى كيفية تقسيم ألمانيا هل إلى أربع كما رغبت بريطانيا والولايات المتحدة أي بزيادة فرنسا أم إلى ثلاث كما رغب السوفيت وأيضًا تقسم برلين بنفس الطريقة التي قسمت بها ألمانيا
وما تبعها من مؤتمرات وإتفاقيات وخلافات عميقة
خرج السوقيت من الحلف وأنشأ حلف
وكانت بدايات الحرب الباردة بين معسكري الغرب بقيادة أميركا و معسكر الشرق بقيادة السوفيت وسمي
حلف وارسو
واستمرت الحرب الباردة مابين 1947 حتي 1989 بعد هزيمه السوفييت في أفغانستان وسقوط سور برلين في نوفمبر من نفس العام
وتوالت إنهيار الدول التابعة للسوفيت وتفتته وخروج دول عديدة من تحت عبائته وتفكك الإتحاد السوفيتي و إنفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم في إطار
القطب الواحد
القطب الواحد
وحاول الإتحاد السوفيتي الذي أصبح روسيا بعد ذلك في إستعادة مكانتة وقوتة ونفوذة العالمي مرة أخري بخطي ثابتة خاصة بعد صعود نجم بوتين في قيادة الدولة في العقدين الماضيين كرئسا للوزراء ورئيسا للدولة
وظهرت من جديد بوادر إستعادة القوة من خلال تعافي الإقتصاد تدريجيا و وتقوية القوة العسكرية والتحالفات الدولية لإعادة المكانة الدولية كقوة عالمية مؤثرة
وإستعادة بعض النفوذ لبعض مناطق العالم المؤثرة
وظهر أثار ذلك بقوة في العام الماضي بأزمة أوكرانيا وجورجيا التي تشترك مع روسيا في الحدود وكان الغرب يطمح بقيادة أميركا أن يقترب ويضغط علي روسيا لوآد الصموح المتزايد لبوتين في إعادة التوازن العالمي
وأظهرت روسيا تشددا لعدم الإقتراب من دول حدودها وأظهرت صرامة فائقة بنشر جنودها واسلحتها بقوة بمناطق سيطرتها في هذه الدول الجبل الاسود واوكرانيا
ومازالت الأزمة مستمرة
وتم فرض العقوبات الإقتصادية علي روسيا وردت روسيا بورقة الغاز الروسي الذي يمد أوروبا بإحتياجاتها منه
وكانت مشكلة توريد الغاز الروسي لأوربا والضغط به الذي قد يؤدي في حالة عدم توفرة أو نقص إمداداته لمشكلة كبيرة لشعوب أوربا وأهمها تدفئة المنازل في الشتاء
وأيضا الغاز الروسي كقوة إقتصادية إسترتيجية هائلة تعتمد علية روسيا بشكل أساسي للمحافظة
علي تماسكها كقوة عظمي تبني نفسها ونفوذها العالمي من جديد حيث روسيا هي أكبر مُصدر للطاقة في العالم
والذي يقلق الغرب وأميركا بشكل هائل
ومن الأسباب الغير مباشرة للحرب الشرسة للنفوذ في روسيا السيطرة علي مينائي اللاذقية وطرطوس السوريين لإمكان تصدير الغاز القطري عبرهما لأوربا
وفي نفس الوقت يكون الغاز الروسي عديم الفائده وليس له عائد
وتتشابك المصالح ورغبات الهيمنة والسيطرة للقوي العالمية مع الإرث التاريخي لهذه التكتلات والتحالفات وتتقاطع أيضا مع الصراعات الثنائية مع بعض الدول في كلا المعسكرين
فنجد الصراع والثأر التاريخي بين تركيا وروسيا متجذر في التاريخ من قبل القرن الثامن عشر و يتجدد
بإستمرار علي حسب المعطيات الجيوسياسية العالمية
والصراع في سوريا يحمل في طياتة الكثير من تصفيات الحسابات العالمية
وقد أظهر إسقاط الطائرة الروسية مؤخرا علي يد المقاتلات التركية الصراع الخفي المستتر بين الجارتين اللتان تمثلان كل منهما فترة مهمة من تاريخ العالم فتركيا الإمبراطورية العثمانية القديمة والتي كانت تسيطر علي نصف العالم بما فيها أراظي روسية
وروسيا الإتحاد السوفيتي القديم والذي وصل إلي مشارف إسطنبول في أعقاب الحرب العالمية الأولي لولا قيام الثورة البلشفية بها
الكثير من صراعات النفوذ والمصالح بين القوي العالمية تدار علي أرض سوريا
ولاننسي المخطط الأمريكي الموازي والمعلن لتقسيم الشرق الأوسط٠ وسايكس بيكو- جديد لترسيم حدود دول المنطقة وأطلاق نظرية الفوضي الخلاقة وإعادة تقسيم الشرق
الأوسط الجديد
ومن المعلن قديما أيضا أن الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك هو القضاء علي جيوش كل العراق وسوريا ومصر
وأيضا يظهر في خلفية المشهد بإدارة حكيمة ومتأنية وبنفس طويل هادئ غير متسرع لتحقيق أيضا أهداف معلنة من عشرات السنين لتحقيق حلم تاريخي بإنشاء دولة إسرائيل الكبري من النيل والفرات
ومن المعلن قديما أن الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك القضاء علي جيوش كل من العراق وسوريا ومصر وإغراق هذه الدول وماحولها في أتون حروب طائفية عرقية لاتنتهي
وإنهاك هذه الدول بالصراعات الداخلية التي تساعد أيضا في تعديل الميزان الديمغرافي لهذه الدول المسلمة
وقد تحقق الهدف في النوذج العراقي وجاري تحقيقة في سوريا بصعوبة ومازالت مصر مستعصية