داعش ولعبة الشطرنج الجيوسياسية
وكأن العالم علم فجأة بهذه المعضلة الكبيرة داعش “ الدولة الإسلامية “ في سوريا والعراق .
في حقيقة الأمر داعش تعمل في العراق من العام الماضي في وتسيطر علي مناطق مختلفة من العراق .
الفعل الشنيع من ذبح الصحفيين الغربيين الثلاثة من قبل داعش وتوثيقها بالفيديو أعطي شعور قوي بالخوف وعدم الأمان وساهمت وسائل الإعلام بشكل كبير في زيادة الخوف في أوساط الرأي العام
وداعش أو إيزيس (Isis) الإختصار الإنجليزي لهذه الحركة التي أصبحت فيما بعد الدولة الإسلامية في العراق ثم الدولة الإسلامة في بلاد الشام والذي ساعدها كثيرا الإثارة الإعلامية الكبيرة التي ساهمت في إرهاب الرأي العام الدولي في الوقت التي تتكون فية خريطة الخلافة الإسلامية الجديدة المزعومة التي يتولاها أبو بكر البغدادي رئيس الحركة أو الخليفة . وفشلت وسائل الإعلام وخاصة الغربية منها في سياق تحليلي موضوعي لتوصيف وتوضيح هذه الظاهرة .
والرأي العام العالمي من السهل التأثير علية لجعلة يتقبل خيارات سياسية معينة من جانب من هم في السلطة ,حيث أن مكافحة الإرهاب يعني إستخدام قوات مسلحة كبيرة تتطلب زيادة في حجم الإنفاق العسكري علي حساب خفض النفقات في مجالات أخري كالتعليم والصحة وغيرها من الخدمات . ويكون هو الثمن الواجب دفعه إذا كنا نرغب في البقاء في مأمن من الإرهاب .
نتدكر جيدا أن القوي الغربية الكبري يقولون منذ ٢٠٠١ أنهم يقاتلوا الإرهاب . والغرب بألته العسكرية القوية وشبكته الإستخباراتية المتطورة لم يتمكن من هزيمة جماعات مسلحة من الهواة التي خرجت من مستنقعات الفقر والتعصب في بلدانهم الأصلية .
وفي الجدول الجيوسياسي الأمريكي الذي تستخدم فيه الجماعات الإسلامية كوظيفة للحفاظ علي جزء ثابت من العالم تحت حكمة . حيث تم إستخدام وتوظيف الجهاديين في الماضي في أفغانستان ويوغوسلافيا السابقة ومؤخرا في العراق وليبيا وسوريا .
ووفقا لهذا المنطق لا ينبغي هزم الإرهاب ولكن يتم توجيهه للمضمون والأهداف , وإذا لزم الأمر تتخذ إجراءات للحد من الطموحات المجنونة لقادة هذه الجماعات كما حدث مع أسطورة بن لادن الذي قتل وأصبح طعاما للأسماك .
لماذا هذه التعبئة الضخمة ضد داعش هذه الأيام ؟
لماذا أصبحت الحركة تهديدا عالميا منذ يونيو الماضي فقط مع أنها كانت موجودة من قبل بالفعل في سوريا وكانت تسمي حركة جهادية وتقاتل من أجل الحرية وهي نفس الحركة تسم إرهابية وهي تقاتل في العراق .
وكالعاده كانوا مجاهدين في الماضي القريب يقاتلون من أجل الحرية وعندما تغيرت الوظيفة أصبحوا إرهابيين .
وسوريا في الحقيقة معضلة كبيرة و عائق أمام المصالح الجيوستراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط لوقف طموح التوسع الإيراني والروسي .
وبالتالي يجب القضاء علي سوريا بأي ثمن ولكن لايمكن القيام بذلك بشكل مباشر .
وهناك مندوبي وحلفاء للولايات المتحدة في المنطقة قطر وتركيا .
وقد مولت السعودية في البداية هؤلاء المجاهدين والجيش الحر الذين ينتمون للعقيدة السلفية التكفيرية المستوحاة من المدرسة الوهابية الأصولية , وبالطبع التمويل القطري الغزير والمستمر لكل الجماعات المتشددة حول العالم في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن .
وفي الواقع قطر هي مستعمرة أمريكية بكل ماتحملة الكلمة من معاني حيث أن الولايات المتحدة لديها أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة والحكومة هناك لاتستطيع أن تفعل شيئا دون موافقة وبأمر من الولايات المتحدة .
وأثبتت التقارير والوثائق المختلفة أن قطر لديها علاقات مباشرة مع الجماعات الجهادية .
أما الدور التركي الخبيث يعتمد هلي الدعم اللوجيستي والتدريبي للجهاديين الذي ساعد في تمدد الحدود التركية وأيضا يتم عن طريق تركيا تهريب النفط المسيطر علي أبارة من قبل داعش ونسمع أيضا أن تركيا تحارب الإرهاب ؟
وهذه العلاقات الوثيقة بين هذه الدول وحكومة الولايات المتحدة تشير إلي أن الإرهاب هو وظيفي لسياسة الإستعمار الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
وهناك أهداف أخري مخفية لتعبئة العالم لمحاربة داعش في العراق وسوريا .
حيث وجود القوات الأمريكية كانت أول مرة ليس كقوة محتلة بل كقوة حماية بناء علي طلب العراقيين أنفسهم والهدف تنشيط الموقف العسكري الأمريكي في العراق ومنع تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران وروسيا .
وفي سوريا لتنفيذ هجمات جوية ضد الجيش النظامي السوري للسماح للجهاديين الداعشيين للتقدم إلي دمشق وإسقاط الأسد .
ولايخفي علي أحد أن الولايات المتحدة يمكن إذا رغبت بجدية في المساعدة في مكافحة الإرهاب في إطار القانون الدولي ومع الدول المؤثرة الأخري في المنطقة وهم سوريا وإيران وروسيا . ولكن من غير المرجح أن يحدث ذلك لأن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتخلي عن مصالحها الجيوستراتيجية في المنطقة وأن داعش مثلها مثل القاعدة ستبقي وظيفية لتلك الإستراتيجي .Mohamed Hanout Roma 15/11/1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق