والمصير التاريخي المصري الإيطالي
يعلم الإيطاليين أيضا ان التضحية بمصر صعب جدا وشبه مستحيل ، وهناك مصالح متشابكة متعددة وقطع العلاقات خطوة متقدمة جدا قد تسبقها خطوات تصعيدية متعدده ومتدرجه علي حسب ردود الافعال المصرية والتعامل السياسي والدبلوماسي للأزمة
المسرح السياسي الإيطالي الداخلي يعج بالمشكلات الحساسة التي تهدد حتي مستقبل رينزي وحكومته ، منها فساد المحليات والبطالة الخانقة ودخول مشكلة التهرب الضريبي وغسيل الأموال العالمي المشهورة بقضية بنما ،وايضا مشاكل الاستثمار في الطاقة والمشاكل البيئية التي سببت اشتباكات متظاهرين مع البوليس الإيطالي
. من يومين
وتم التوافق بين الفرقاء السياسيين الإيطاليين في هذه الأزمه والتي وصفت بكرامه إيطاليا وقوبل بالاجماع استحسان تصرف الحكومة باستدعاء السفير ماساري من القاهره للتشاور ،و هذا التصرف في الدبلوماسية الدولية بين بلدين يحدث عند ظهور ازمة سياسية بين الدولتين وبداية استخدام الضغط وإبداء عدم الرضا من التصرف في قضية ما للبلد المضيفة للسفير تجاه بلد هذا السفير
.ومعلوم دبلوماسيا انها بدايه للتصعيد المتدرج في حالة لم تصل الدبلوماسية لحلول ترضي الطرفين
إيطاليا بالنسبه لمصر هي الشريك التجاري الأول بحجم تبادل تجاري بيني بلغ السته مليارات ، وكانت هناك بداية لإستثمار مايقرب من الخمسة مليارات أخري للشركات والمصانع والحكومه الإيطالية في زيارة وزيره التضامن الأخيره لمصر
علي رأس وفد إقتصادي رفيع المستوي والتي قطعت وتاجلت بعد إكتشاف جثة روجيني مباشرة وكانت بداية الصدمة
إيطاليا المنفذ الأوروبي المميز لمصر علي دول الإتحاد الأوروبي والعالم وكانت مصر في سبيل إسترجاع دورها العالمي في
المنطقة خاصة بإلحاح الحل للمشكلة الليبية والتي كانت مصر المرشحه الأولي لتقوم بهذا الدور بإقتدار وكانت ستحجز لها مقعد مهم علي طاولة الشراكة والإعمار الليبية القادمة
وأيضا إعتدال الموقف المصري تجاه الأزمة السورية ومحاربة مصر في خط الدفاع الأول عن أوروبا والعالم ضد الإرهاب وداعش يؤهلنا أيضا للعب دور مهم جدا ونكون جزءا من الحل ،
وكماأن إيطاليا شريك مهم لأثوبيا [المستعمرة الإيطالية السابقة ] والتي ترتبط بها سياسيا وإقتصاديا إرتباط وثيقا
ولايخفي علي أحد السياحة الإيطالية المميزه والفاعلة و في الإستثمار السياحي الذي دفع الكثير من الإيطالين من قبل
ثورة يناير في الإستثمار في مدن البحر الأحمر حتي من رجال الأعمال والأشخاص العاديين
الشعب الإيطالي من الناحية الإنسانية قريب جدا من المصريين فنحن نتشابه معهم في الكثير من الصفات حتي الصفات التاريخية المتأصلة في التاريخ والحضارة العريقة المتشابههة
هم شعب حسلس وعطوف ومتسامح في مجملة يشعر جيدا بالمعاناه الإنسانيه للغير ومن أقل الشعوب الأوربية عنصرية ويتحمل طواعية أعباء الهجرة واللجوء عن كل دول الإتحاد الأوربي والتي كثيرا مايتخلي عنه ويتركه يتحمل العبئ وحيدا
تمر إيطاليا هذه الفتره بالكثير من الجرائم الجنائية والقتل الغريبة علي المجتمع والتي تهزه بين الحين والآخر وسنفرد عنها مقالا لاحقا
فلماذا روجيني ولماذا هذه الضجه كما يقول البعض ، بل في بعض الأحيان نري من يكتب علي مواقع التواصل بما معناه واحد مات وهناك الكثير يموتون ليه الضجه والازمه دي
اولا الإنسان الأوروبي ومنه الإيطالي له من الحقوق الكثير الذي يكفلها الدستور تضمن له الحرية الكاملة في إطار القانون بل وصل الأمر في بعض الأحيان في التطرف في هذه الحرية والذي لايستثيغه ولا يقبله بعض الشعوب والاديان
وبنود الحريات في الدستور الإيطالي تحتل النصيب الأكبر ونجد ان أهمها البند الثاني من الدستور الإيطالي
والذي ينص فيها علي الشخصيه الإعتبارية للفرد وصيانتها وحمايتها والإعتراف بها من قبل الدوله
ومايتبعها من قوانين في هذا الشأن
سؤالهم الأول والأخير روجيني الشاب الباحث الإيطالي ضيفكم يامصريين تم تعذيبه حتي الموت
من و لماذا؟؟؟؟
مفهوم جيدا ان مصر آمنيا تمر بفترة حساسة جدا تحت وطأة الإرهاب ووجود لاعبين كثر بالمؤمرات والأموال الغزيرة يقوموا
بمخططات وأعمال تضر بالمصلحة العليا للدولة التي هي في مرحلة تحدي كبيرة
مقبول جدا أن جرائم القتل خاصة التي تتفاعل مع أحداث دولية يستمر فيها البحث والتحري فترات طويلة حتي هنا في التقاضي الجنائي الإيطالي مايأخذ شهورا فقط لتجهيز القضية وإنهاء التحريات وتقديم متهمين محتملين
كان مقبولا جدا من الجانب الإيطالي شعبا وحكومة أن لايتم الكشف عن الجناة في خلال الشهرين فقط لولا تعاملنا نحن مع الملف دون الأخذ في الإعتبار كل العوامل والظروف المحيطة وحسابات المكسب والخسارة خاصة بالنسبة للبلد والنظام ككل فيما ماسبق ذكرة
عندما كنت أشاهد بالأمس علي القناة السابعة الإيطالية برنامج طويل عن ريجيني بوجود ثلاثة متخصصين منهم صحفيه الاساندرا ادهشتني بالعلومات التي ذكرتها عن مصر كأنها تعيش معنا ، تحليل دقيق للواقع السياسي والأمني والإعلامي المصري والضغوط والحراك الدولي المحيط بها بمنتهي الحرفية والحيادية
وهذاهو الفرق في تعاملنا مع الأزمة
أننا لانراهم
لانفهمهم
لانفكر مثلهم
أبسط شعور إنساني آن نشعر بآلام الآخرين وإحتياجاتهم وأن لهم مثل مالنا من حقوق
ده اول مفتاح للوصول لقلب المجتمع الإيطالي حكومة وشعب
أن يشعر أننا أيضا فعلا وبحق نتألم لما حدث لروجيني وأننا جميعا لانقبل أن يفر من قام بذلك الجرم من العقاب أيا كان كما ينص الدستور والقانون المصري وأننا حكوما وشعبا نتأسف لمقتل ريجيني وسنواصل العمل من أجل تقديم الحقيقة
وأعتقد لجنة مشتركة قضائية مخابراتية بوليسية مشتركة علي أعلي مستوي تقوم بالعمل من جديد علي القضية بشفافية وحرفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق